إن المواطنة أصبحت موضوع الساعة، فالتعايش المشترك تحت مظلة المواطنة والتنوع والحرية أصبح أمرًا ملحًا. في هذا السياق، نعرف المواطنة بأنها عملية شاملة تتجاوز المساواة لتصل إلى العدالة، بواسطة ربط الحقوق السياسية بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. والمواطنة تعزز التعددية عن طريق الانتماءات المتعددة، لكونها ديمقراطية بطبيعتها، فهي تتجاوز الولاءات العرقية والنوعية. فالمواطنة عمومًا هي المفهوم الأشمل الذي يضم الحقوق الاجتماعية والثقافية والاقتصادية. هذه الحقوق، بالاستناد إلى الديمقراطية، هي التي تبني المجتمع. وإن المواطنة تتجاوز المساواة، لكنها ترتبط بالحرية والعدالة. لذا، أرى أن هذا الكتاب مسيحي ومواطن يعد خطوةً هامة في طرح موضوع المواطنة من منظور لاهوتي وسياسي واجتماعي. فكيفية أن يكون المسيحي مواطنًا صالحًا، أمرٌ لا بدَّ وأن يعلَّم في كل الكنائس وكليات اللاهوت.