العنف الأسري قضية شائكة، إنها آفة تتسلل إلى أروقة المنازل، فتشوه صورة المأوى والحماية الى مكان الألم والخوف. وتتجلى مأساة العنف الأسري كواحدة من أكثر التحديات الاجتماعية تعقيدًا وخطورة في مجتمعاتنا اليوم. تُعتَبَر النساء هن الضحايا الأكثر شيوعًا لهذا النوع من العنف، حيث يتعرضن لأوضاعٍ مأساويةٍ تتنوع بين الإهانة النفسية والإيذاء الجسدي. تُعَد قضية العنف الأسري حالة طوارئ اجتماعية تستوجب التدخل الفوريَّ والجادَّ؛ اذ يتزايد عدد الضحايا، وتتعاظم قصص الآلام والصمود في ظل تلك الظاهرة القاسية. ويصعب تجاهل حجم التحدي الذي يطرحه العنف الأسري على استقرار الأفراد والمجتمعات حتى بين المؤمنين في الكنائس. وهذا الكتاب يقدم لنا تعريفًا عن ماهية العنف الأسري، وماذا يقول الكتاب المقدس عن طرف يواصل الإهانة والإساءة، وطرف آخر يعاني على طول الطريق ويتعرض للضرب والإهانة، وربما لممارساتٍ قد تصل إلى حدِّ القتل. كما يعرض الكتاب دور الكنيسة في معالجة القضية، مقدمًا رأي الكتاب المقدس، حاملًا كلمات الإدانة للمنتهِك، ومقدِّمًا تشجيعات الله للمُنتَهَكات، فاتحًا الباب لوجود علاجٍ سواء على المستوى الروحي او المستويين النفسي والاجتماعي.