يروي لنا سفر عزرا مرحلة تاريخية مهمةً في حياة اليهود قديمًا؛ فيعالج قضايا مرحلة ما بعد العودة من السبي البابلي الذي استمر 70 عامًا. ويمكنك -عزيزي القارئ- أن تتخيل ماذا يمكن لهذه السبعة العقود أن تفعل بهوية شعب بأكمله وثقافته ووجدانه؛ فلقد قُتِل وهُجِّر قسريًّا عشرات الآلاف من موطنهم إلى أرض غريبةٍ؛ هذا الاغتراب لم يكن حرفيًّا خارجيًّا فقط، بل هو اغتراب داخلي زعزع أساسات هوية هذا الشعب وأدخله في دائرة من التيه والاضطراب. هذه المرحلة التي يصفها الكاتب كانت تموج بالتحديات والصعوبات، وتحتاج إلى قائد من طراز خاص، ليعيد بناء هوية هذا الشعب، بناءً اجتماعيًّا وروحيًّا، ويعيد بناء الهيكل. فكان عليه توجيه دفة العبادة والخضوع للرب، بعد أن تاه الشعب في عبادات وانتماءات غريبة لسنوات عديدة. أشجعك عزيزي القارئ، أن تكتشف نفسك بين صفحات هذا الكتاب، إذا كنت بحاجة للبناء الشخصي، فإنك تحتاج إلى القراءة عن عزرا. وإذا كنت قائدًا، تحتاج أن تتعلم من نموذج القيادة الذي يقدمه عزرا. وإن كنت تائهًا وتحت عبودية لسنوات ضاعت فيها هويتك كابن لله، فهذا الكتاب سينير لك الطريق، ويساعد الكنيسة المعاصرة في مسيرتها وخدمتها.