"تؤكِّد إعادة قراءتنا للإنجيل على فكرة أنَّ يسوع لا يُستبدل... بنظام فكري". هكذا يوجز كاتب هذا الكتاب فكره تجاه حياة يسوع في إنجيل مرقس الذي لم يعتبره سيرة يسوع الذاتية ولا يوميات أحد تلاميذه، بل قصة متقنة تسعى إلى نقل رسالة عبر أحداث حياة يسوع. مؤكدًا أنه "لا يقترب من شخص يسوع من خلال نظام فكري (كريستولوجيا) بل من خلال الاستماع إلى الإنجيل". هذا الكتاب يقدم قراءة لإنجيل مرقس، النص الذي ربما يعد الأقدم في العهد الجديد، ورغم أنه أقصر الأناجيل إلا أنه يحمل ضمن طيَّاته الكثير. كانت قضية مرقس الأساسية هي محاولة توصيل صورة المسيح لنا، والتأكيد على صفاته وسماته وأعماله. لقد حاول مرقس رسم "بورتريه" ليسوع في إنجيله. لكن الفكرة الرئيسية لهذا الكتاب ليست رسم صورة مثالية ليسوع، بل المحاولة منَّا لفهم يسوع ضمن ثقافة مطلع القرن الحادي والعشرين. لذا استخدمنا هنا في العنوان كلمة "اليوم" لأننا هنا نبحث فيما كتب من قرون بعقلية، وخلفية رجال ونساء يعيشون "اليوم" بكل ما يحمله اليوم من تحديات وصراعات. أيضًا يستعين الكاتب -وهو من أهم المفكرين الفرنسين- بالعديد من المراجع والمصادر التي تجعل الشرح أوفى والنص أغنى، إذ يرجع للنصوص اليهودية القديمة والحديثة لفهم ملابسات إنجيل مرقس. أيضًا يعود لكتابات الفلاسفة والكُتَّاب القدامى والجدد والمعاصرين. .