عندما نقرأ البُعد الإنساني لمعجزات المسيح، نجد العديد من المحطات الروحية تحمل جوانبَ كثيرةً تتعلَّق بالإنسانية وتعزِّز فهمنا للحياة والإيمان. إليك بعض النقاط التي يمكن أن تبرز جوانب إنسانية في معجزات المسيح: فبداية من معجزة تحويل الماء إلى خمر تُظهر قوة التحول والتطور الروحي. في إنسانيّة رائعة تعاطف الرب مع الموقف وبطريقة ما حول الرب يسوع الماء إلى خمر في لحظة. وفي معجزات الشفاء التي قام بها المسيح تبرز جوانب الرحمة والشفاء. تظهر هذه المعجزات التفاهم والرغبة في التخفيف من معاناة الآخرين. يمكن أن يتفاعل الإنسان مع هذه المعجزات عبر فهم قوة الرحمة واللطف في مساعدة الآخرين على تحسين حياتهم. معجزات إطعام الجموع تظهر التضحية والخدمة. عبر تقديم المسيح للطعام للآلاف، يُظهر تفهمًا عميقًا لاحتياجات البشر ويعمل بقدرته على التضحية من أجل خدمة الآخرين. ويمكن أن يستلهم الإنسان من هذه المعجزة ليكون أكثر تواصلًا وعنايةً في خدمته للمجتمع. قيام المسيح بالمشي على الماء وتجاوزه للعواصف يُظهر رغبة في التفاعل مع التحديات بإيمان وقوة. فأمر متوقع أن يحدث اضطراب. وهو بمعنى عدم الاستقرار الأوضاع، فيصبها الخلل وتتهدد السلامة ويحل القلق. واضطراب البحر يعني تلاطم أمواجه، وما تحمله من عدم استقرار، صَخَب وجَلَبة، لكن في وسط هذه يأتي السيد المسيح ماشيًا على الماء لينقذ الإنسان في وسط الأمواج الهائجة. وفي إقامة ابن أرملة نايين وابنة ياييرس وإقامة لعازر بعد ثلاثة أيام في القبر، نرى يسوع الذي يعلن أنه حتى بعدما يكون الوقت قد انتهى، ولا بارقة أمل، يأتي يسوع ليعلن سلطانه على الموت، وليقدم الحياة في وقت لا ينتظر الإنسان خلاص، يأتي المسيح بالخلاص. بين دفتي هذا الكتاب ستقرأ تأملات روحية واجتماعية في معجزات المسيح، كُتِبت هذه التأملات بأسلوب أدبي رشيق، يجعل الرحلة في هذا الكتاب في غاية المتعة.